العقل العربي

يمنات – خاص
عندما سقطت غرناطة خرج العرب منكسرين وحزانى فقرروا وضع رباط أسود على رؤوسهم حزنا على غرناطة
ويذكرهم باستعادتها ومع تطور الزمن أصبح ذلك الرباط عقالا عمل على ضياع العديد من الغرناطات ويبدو أن العقل والعقال لا يجتمعان في رأس واحد, حيث جلب العقال مستعمرين بنوى قواعدهم على أرض العرب وصار العقال يدفع رواتب لمن يستعمره كي يظل جاثما على أرض العرب وثرواتهم ، فياله من عقل عربي مبين ويبدو أن منطقة الوطن العربي على خصومة مع استخدام العقل والدليل أن السماء تدخلت وجعلتها مهبط الديانات السماوية فنظرت لها السماء (بتشديد الظاء) وفتحها لأنها تعرف حجم الخلل في عقل هذه المنطقة.
تقول إحدى الطرف إن هناك معرضا لبيع العقول ,حيث كان عقل كارل ماركس وعقل إسحاق نيوتن وعقل بيكون وعقل اينشتاين وروسو ودانتي وسارتر معروضا للبيع بثمن بخس كان الزبائن يشيرون إلى عقل معروض للبيع فكان صاحب المعرض يمنعهم من الإشارة نحوه فهو عقل غال جدا جدا, فسألوه لماذا هذا العقل باهظ الثمن فرد عليهم: هذا هو عقل عربي مازال خاما لم يستخدم بعد.
كشفت ثورات الربيع العربي حجم المأساة في عقل السلطة العربية فلقد كان الرؤساء مجانين حقا, فالأول لم يفهم شعبه إلا بعد 23 سنة، والثاني بعد 30 سنة لم يكن ينتوي…. والثالث هو المجد وشعبه ليس سوى جرذان ومدمن حبوب هلوسة ، والرابع لم يعرف الثورة ضد من: يرحل من يرحل؟ أما الخامس فمهمته اختصار شعبه ووحده من يفتدي شعبه حسب زعمه فكشف الربيع العربي بجلاء حجم الخلل في الدماغ العربي الحاكم.
لست مع العرقية أو الاثنية أو الطائفية أو العنصرية لأفصل العقل العربي عن مسار العقل الإنساني ولكن حادثة طريفة جعلتني أقر باختلاف نمطية الستريو تايب في عقلانية الشعوب والأمم. كنا في السكن الجامعي للطلبة الأجانب في جامعة بونا الهندية وكان جوارنا مبنى سكن الطالبات الأجنبيات وكنا نحصل على الماء البارد من الطابق الأرضي لسكن الطالبات . عندما تغيرت المسئولة الهندية على سكن الطالبات بمسئولة جميلة جدا كانت أسنانها كمدماك من النجوم المتراصة ورموشها تفتك بالمرء بل تشعط القلب بسهام نظراتها فكنا نكثر من الذهاب للحصول على الماء طمعا في الاستمتاع برؤيتها وابتسامتها حين ترد لنا التحية. ذات يوم شاهدني صديقي الإيراني مكتئباً وطفشاناً فقال لي : ما بك؟
فقلت له: مرات عديدة وأنا أذهب لجلب الماء وأشربه وأعود أجلبه وأشرب حتى شعرت بالامتلاء والضيق وغايتي هو رؤية الهندية.. فضحك الإيراني وقال لي : عقل عربي فسألته طيب: ماذا يفعل العقل الإيراني؟ فقال : أنا أذهب اجلب الماء وأسكبه وأذهب وأسكبه وهكذا، حينها عرفت الفرق بين العقول
أعرف شخصا ذهب للطبيب النفسي قائلا له : أشعر أن اليهود يطاردونني ويريدون سرقة عقلي.. فضحك الطبيب وقال له: لو كان معك عقل ما كنت الآن في عيادتي.